بارعةحصلنا هذا العام على العديد من إصدارات الألعاب رغم الظروف السيئة التي تخيم على عالمنا، والتي أدت لتأجيل عدد من الألعاب للعام المقبل. ورغم ذلك سنة 2021 لم تخلو من المفاجآت.
طبعاً هناك عدة عوامل عند اختيار أكثر الألعاب التي فاجأتنا، فقد تكون جودة اللعبة قد فاقت توقعاتنا، أو قد تكون لعبة لم نعطي لها بال بسبب تواضع العروض التي سبقت نزول اللعبة لنتفاجأ بتجربة من أفضل تجارب السنة، أو لعبة في سلسلة معروفة أخذت توجه مختلف اختلافاً إيجابياً. لذا قررنا أن نضع لكم قائمة ببعض الألعاب التي فاجأتنا بالمستوى الذي قدمته في هذا العام في مقالنا هذا من توب 10 أو Top 10.
Knockout City
عندما كشفت EA عن هذه اللعبة ظننا بأنها ستكون مثل غيرها من الألعاب الجماعية الرياضية التجارية، ولكن Velan Studios أثبت براعته عندما قدم تجربة حملت أفكاراً مبتكرة في أسلوب اللعب رغم أن فكرتها الأساسية مستعارة من لعبة كنا نلعبها ونحن صغار وهي صائدي السمك حيث كنا نضرب بعضنا بعضاً بالكرات. اللعبة تأخذ هذه الفكرة وتطورها بميكانيكيات لعب جديدة مثل إمكانية تحول أي لاعب بنفسه لكرة لتكون بمثابة قدرة الـ Ultimate.
هذه اللعبة سرعان ما اجتذبت عدد كبير من اللاعبين لأنها تعطيهم متعة كبيرة ممزوجة مع الجانب التكتيكي الذي يجعل اللعبة أكثر من كونها مجرد ضرب الخصوم بالكرات. واستطاعت أن تصل إلى مليونيّ لاعب في أقل من 4 أيام.
Monster Hunter Rise
بعد نجاحات كابكوم مع Monster Hunter World عادت وكررت مجدداً حكاية النجاح تلك مع الجزء المخصص لسويتش، ومؤخرًا أعلنت Capcom أن شحنات اللعبة تخطت حاجز 7.5 ملايين وحدة حول العالم اعتبارًا من 24 سبتمبر، وجاء الإعلان في بيان صحفي احتفالًا بفوز اللعبة بجائزة Gran في حفل توزيع جوائز الألعاب اليابانية 2021.
من الجدير بالذكر بأن إطلاق لعبة Monster Hunter Rise كان قد ساهم في رفع سهم Capcom لأعلى مستوياته. لعبة سويتش هذه سرعان ما جذبت الجماهير وحققت شعبية واسعة كبيرة لدرجة أن مدير ياباني منح موظفيه عطلةً للعبها.
Metroid Dread
بعد انتظار دام لما يقرب من عقدين من الزمان حصلنا على Metroid Dread وكان المنتج قد أكد أن فكرة اللعبة بدأت فعلياً قبل حوالي 15 عاماً ولكن فريق التطوير تخلى عن الفكرة لفترة من الزمن لأن القدرات التقنية في تلك الفترة لم تسمح بتطبيق الفكرة بالشكل المناسب. لذا بعد كل هذه الفترة الزمنية من التخطيط وتخبطات عملية التطوير كنا نخشى أن تكون التجربة دون المستوى لكن نينتندو تمكنت من تحقيق النجاحات مع هذه اللعبة التي اختتمت الملحمة المكونة من خمسة أجزاء بالتركيز على المصائر الغريبة المترابطة لـ Samus و Metroids.
Psychonauts 2
بعد غياب 6 سنوات عاد Double Fine من جديد ليكمل قصة اللعبة من حيث انتهى جزء in the Rhombus of Ruin الذي صدر بشكل خاص لأجهزة الواقع الافتراضي، ومع صدورها اتفق الجميع بأنها كانت تستحق الانتظار بالفعل، فهي قدمت القصة بأسلوب رائع ومتقن بحيث تستمر بحفظ أسرارها حتى النهاية، بشكل يُبقي اللاعب مترقبًا حتى اللحظات الأخيرة.
وكان واضحاً وجلياً بأن مستوى كتابة القصة كان ممتازاً وبُذِلَ فيها مجهودٌ بارز، حتى الحوارات باللعبة مقدمة بعناية بأسلوب فكاهي لطيف. هي بالتأكيد واحدة من أفضل ألعاب هذا العام إن لم تكن واحدة من أفضل تجارب هذا الجيل.
Little Nightmares 2
صحيح أن الجزء الأول حقق أيضاً النجاح لكن بأن يأتي الجزء الثاني ويقدم عناصر جددت التجربة بشكل كبير هو الأمر المفاجئ بهذه اللعبة، حيث يعود إلينا Tarsier Studios بالجزء الثاني من اللعبة التي صدرت 2017 مع بطل جديد يدعى مونو ولكن يبقى لـ Six دور مهم جداً جداً.
هدفك باللعبة مساعدة أطفال ستكتشف بأنهم محجوزين لسبب مجهول من قبل الام المرعبة للغاية والتي ستسعى لمطاردتك في أغلب أوقات اللعبة. هذا الجزء امتاز بتقديمه قصة مشوقة ومرعبة أكثر من السابق. كما أن وجود شخصيتين يتعاونان معاً أعطى نكهة جديدة للعبة. وتم امتداح تقديم هذا الجزء لأحداث مرعبة وحابسة للأنفاس حتى آخر لحظة كما أن تصميم العالم حول اللعبة للوحة فنية وأحسن المطور عندما قدم فكرة استعمال الأدوات في القتال.
Valheim
هذه اللعبة ورغم صدورها بشهر فبراير الماضي في مرحلة الدخول المبكر ولكنها استطاعت أن تحصد جماهيرية ملفتة للغاية بسبب ما تقدمه من متعة كبيرة باللعب واختلافها عن باقي ألعاب النجاة دون أن تقدم نفس ميكانيكياتها المملة فهي متسامحة تُكافئك بدل أن تُعاقبك.
لدرجة أن مطورها يعتبر بأن Zelda و Skyrim مصدر الإلهام الأكبر للعبته وليس ألعاب البقاء. وكنا قد ناقشنا في مقال مفصل تفسيراتنا لظاهرة تحقيق اللعبة لهذا النجاح وأسبابه.
Hitman 3
لقد عاد العميل 47 من جديد عبر جزء ثالث وأخير من الريبوت الجديد للسلسلة هذه اللعبة تشهد تحسينات كبيرة على الجزأين السابقين حيث تتمتع بـ Animations أفضل بكثير، ذكاء اصطناعي أفضل من قبل والقدرة على وضع 300 من الـ NPCs في وقت واحد وهذا كفيل بإضفاء مزيد من الواقعية على التجربة. بجانب إضافات على أسلوب اللعب وميكانيكياته مثل جهاز الكاميرا الجديد وأسلحة جديدة وطرق إضافية لتنفيذ الاغتيالات مثل تسميم الطعام.
يمكن القول بأن الخاتمة مسك مع هذا الجزء الذي يمثل نهاية رحلة العميل 47. ومع إصدارها جذبت اللعبة استحسان النقاد ونالت رضاهم حيث تغنى البعض بالتحسينات التي حصل عليها المحرك لناحية تقديم رسوميات أكثر واقعية وقوة. والدليل على نجاح اللعبة هو أن مبيعاتها أكثر من Hitman 2 بنسبة 300%.
Returnal
عندما تعتاد أن تحصل من فريق تطوير على ألعاب بنمط معين على مر السنوات ويأتي ليعلن عن مشروع مختلف بشكل كبير عن توجهه السابق، يحق لك ألا تثق كثيراً بجودة المنتج ذو التوجه المختلف خصوصاً عندما يكون من فريق ليس بالكبير مثل Housemarque.
لكن هذا الاستوديو أثبت أننا كنا على خطأ فهو ورغم تركيزه السابق على تطوير ألعاب الأكشن الأركيدية الصغيرة قرر أن يجازف بتطوير مشروع ضخم بحجم أكبر مثل Returnal، وقد أثبت الفريق كفاءته مع إصدار اللعبة التي حققت له النجاح الذي أرضاه وأسعده، فاللعبة كانت من بين الأكثر تحميلاً على PS5 بحسب قائمة مبيعات متجر بلايستيشن بوقت طرحها.
بل أكثر من ذلك نجاح اللعبة شجع سوني على الاستحواذ على هذا الاستوديو ، اللعبة حظيت بإشادة النقاد حتى أن مخرج لعبة Hades الإبداعي يمتدح Returnal حصرية PS5.
Guardians of galaxy
ذكرت بالمقدمة أعلاه بأن تواضع العروض الترويجية للعبة ما قد تؤدي لفتور حماس الجمهور نحو تلك اللعبة، وهذا بالضبط ما حدث مع لعبة حراس المجرة، فشركة سكوير انكس لم توفر لها الإمكانيات التسويقية اللازمة وكانت عروضها غير موفقة.
فبعد خيبة الأمل الكبيرة من لعبة أفنجرز العام الماضي لم نكن من المتفائلين بمستوى هذه اللعبة، لكننا أيضاً كنا مخطئين. أكثر ما ميز اللعبة القصة وحوارات الشخصيات، فهي قصة جديدة كليًا والشخصيات تتجادل باستمرار، وبالذات حوارات Drax الجادة دائمًا والتي تجعل كل الأمور حرفيًا ممتعة، فيما ستُبقيك أحداث القصة مهتمًا. فهي أثبتت بأنها لعبة ممتعة ومميزة، تبهرك بعالمها وشخصياتها وتفاعلهم مع بعضهم مع تمثيل صوتي متقن، وتمتعك بقتالها إلى حدٍ ما.
It Takes Two
سأختم المقال باللعبة التي كسبت بجدارة لقب لعبة العام 2021 إنها لعبة المخرج اللبناني جوزيف فارس والتي صدمت الجميع بمستواها فلم يكن أكثر المتفائلين بقدرات فارس يتوقع بأن تنجح لعبته هذه بهذا الشكل الكبير.
بالمقابل جوزيف فارس كان واثقاً من نجاح لعبته تلك لذا تحدى الجمهور قائلاً: سأدفع لك 1000 دولار إذا مَللت من It Takes Two وبالفعل كسب الرهان فهو تمكن مجدداً من إثبات مدى شوق وحماس الجماهير للألعاب التعاونية التي افتقدناها كثيراً بعد انتشار اللعب عبر الانترنت. فهذه اللعبة أعجبت النقاد وأصبحت الأعلى تقييماً بين ألعاب 2021.
قصة اللعبة على الرغم من بساطتها لكنها تقدم بعد فلسفي عميق يركز على مشكلة انفصال الأزواج. وما يميز القصة هو طريقة سرد أحداثها بشكل مشوق ومزجه مع ميكانيكيات اللعب في حل الألغاز وغيرها من التفاعل بين الزوجين. بالإضافة للحس الكوميدي الذي أعطى القصة بعداً آخر مثيراً وجذاباً للاعبين. اللعبة تمنح كل من الشخصيتين قدرات خاصة مع تقدمك بأحداث اللعبة، فهذا ما يجعل التغيير في نمط اللعب ممتع جداً ويقتل أي نوع من الرتابة أو الروتين الذي قد نشعر به مع أسلوب اللعب بألعاب أخرى.
بالنهاية استحق فارس الحصول على لقب لعبة العام فهو أثبت للجميع بأن الألعاب التعاونية التي يمكن أن نلعبها على نفس الشاشة ما زالت مطلوبة بشدة ويمكن تطويرها بعكس ما يروجه باقي الاستوديوهات. ونأمل بأن يحظى فارس بدعم أكبر ليقدم لنا بمشروعه المقبل لعبةً تعاونية من تصنيف AAA.
والآن حان دوركم أي لعبة فاجأكم نجاحها ولم تكونوا تتوقعون أن تحقق ما حققته من مبيعات أو شعبية بين أوساط اللاعبين والنقاد..
احمد خالد
أيمن اليغشي
