نستكمل مقالتنا
الصيد والفخاخ.
إنها لن تصطاد نفسها.

الصيد والفخاخ في Red Dead Redemption 2 يمثلان أحد أكثر الجوانب عمقًا في أسلوب اللعب، إذ يمنحانك خيارات متعددة بين الاستفادة العملية والتجربة الغامرة التي تعكس حياة البراري. صحيح أن الصيد يمنحك أرباحًا كبيرة من بيع الجلود أو اللحوم، لكنه يمكن أن يتحول إلى أسلوب حياة كامل إذا قررت أن تتخلى عن متاجر المدن وتعتمد فقط على ما تجود به الطبيعة.
عندما تختار أن تعيش اعتمادًا على الصيد والفخاخ فقط، فإنك تدخل في تجربة أقرب إلى محاكاة الحياة البرية. تصبح مسؤولًا عن توفير طعامك بنفسك من خلال اللحوم التي تصطادها، وعن جمع المواد الخام التي تحتاجها لصناعة الملابس أو الأدوات من الجلود والفرو. هذا الأسلوب يجعل كل رحلة صيد مغامرة لها قيمتها، لأنه لا يضيف إلى رصيدك فقط، بل يؤكد أنك قادر على الاستمرار دون الاعتماد على الحضارة.
تتضاعف المتعة عندما تدخل عنصر التتبع في العملية. البحث عن آثار الحيوانات، تتبع أصواتها أو فضلاتها، ومحاولة توقع تحركاتها كلها تفاصيل تمنح التجربة بعدًا واقعيًا. هذه الدقة في تصميم نظام الصيد تجعل اللاعب يشعر وكأنه صياد حقيقي في بيئة متوحشة مليئة بالتحديات. كما أن وضع الفخاخ في أماكن مناسبة ومراقبة النتائج يعطي شعورًا بالإنجاز والذكاء في التعامل مع البيئة.
أما إذا لم تكن من محبي أسلوب “البقاء على قيد الحياة”، فيبقى أمامك خيار آخر لا يقل إثارة وهو مطاردة الحيوانات الأسطورية. هذه ليست مجرد مهام جانبية عابرة، بل مغامرات قائمة بحد ذاتها. كل حيوان أسطوري يتميز بمظهر فريد وسلوك خاص يجعل مواجهته تجربة مختلفة عن الأخرى. تتبع هذه الكائنات يتطلب صبرًا ومهارة، وغالبًا ما يقودك إلى أماكن نائية لم تكن لتزورها لولا هذه المهمة. وعندما تنجح في اصطياد أحدها، تشعر أنك حققت إنجازًا نادرًا لا يتكرر كثيرًا.
رحلات الصيد هذه، سواء العادية أو الخاصة بالحيوانات الأسطورية، تعكس جوهر اللعبة في الجمع بين الواقعية والغمر العاطفي. إنها ليست مجرد طريقة لكسب المال أو الحصول على أدوات جديدة، بل هي نافذة على روح العالم المفتوح الذي صنعته Rockstar بعناية. في كل مرة تحمل بندقيتك وتخرج إلى البراري، أنت لا تضيع وقتك فحسب، بل تعيش لحظة من حياة الغرب الأمريكي بكل تفاصيلها الدقيقة.
اذهب للسباحة.
الطريقة المثالية للاسترخاء.

السباحة في الأنهار والبحيرات داخل Red Dead Redemption 2 تمثل واحدة من أكثر الأنشطة العشوائية التي يمكن أن يقوم بها اللاعب، لكنها في الوقت نفسه مليئة بالمتعة رغم أنها عديمة الفائدة تقريبًا. هذه التجربة ليست مرتبطة بأي مكافآت كبيرة أو إنجازات مهمة، لكنها تحمل طابع التحدي والمرح الذي يجعلها تستحق التجربة.
عندما تختار أن تخوض مغامرة السباحة، تجد نفسك في مواجهة مباشرة مع محدودية قدرات Arthur، إذ أن قدرته على السباحة ضعيفة نسبيًا وتستهلك الكثير من قوة التحمل. هذا يعني أنك بحاجة إلى مراقبة شريط التحمل عن كثب والتخطيط لكل حركة، وإلا ستجد نفسك على وشك الغرق في منتصف النهر. هذه الصعوبة تضيف طبقة من الإثارة، لأنك دائمًا على الحافة بين النجاح والفشل.
السباحة في الأنهار الجارية بسرعة لها طابع خاص، إذ تشعر وكأن المياه نفسها تقاتلك وتحاول جرك بعيدًا عن مسارك. في المقابل، عبور بحيرة صغيرة يمثل تحديًا من نوع آخر، حيث تمتد المسافة أمامك بلا نهاية واضحة، ويصبح الأمر أشبه بسباق مع الزمن للحفاظ على قدرة Arthur على التحمل حتى تصل إلى الضفة الأخرى. ورغم أن هذه المحاولات قد تبدو بلا هدف، إلا أنها تمنحك إحساسًا فريدًا بالإنجاز حين تنجح في اجتياز العوائق.
المشهد البصري يلعب دورًا مهمًا في جعل هذا النشاط ممتعًا. رؤية الغابات وهي تنعكس على سطح الماء، أو الغروب الذي يلوّن السماء بالبرتقالي والأحمر وأنت تسبح في وسط الطبيعة، يضفي جوًا شاعريًا يجعل التجربة أكثر من مجرد محاولة عبور. إنها لحظة هدوء وسط عالم مليء بالمطاردات والقتال، وكأنك تعطي نفسك فرصة للتوقف والتأمل.
من الجدير بالذكر أن هذا النشاط لا يمكن ممارسته مع John، لأنه في سياق القصة غير قادر على السباحة. لذلك إذا أردت الانغماس في هذه التجربة، عليك أن تفعلها مع Arthur فقط. هذه التفاصيل تضيف لمسة من الواقعية والتمييز بين الشخصيات، وتجعل من السباحة نشاطًا مرتبطًا بجانب محدد من القصة.
السباحة في الأنهار والبحيرات داخل RDR2 تجمع بين عنصر التحدي وسحر المناظر الطبيعية، ورغم أنها لا تقدم عائدًا فعليًا، إلا أنها نشاط ممتع يجمع بين الجمال والعبثية في آن واحد. إنها بالفعل “مكسب مزدوج”، فهي عديمة الجدوى لكنها رائعة المظهر.
اجمع مكافأة على رأسك
اركض، اركض، اركض!.
تجربة إثارة الفوضى في المدن داخل Red Dead Redemption 2 واحدة من أكثر الطرق المسلية لإضاعة الوقت، خاصة إذا كنت تبحث عن نشاط مليء بالحركة والفوضى على طريقة Grand Theft Auto. الدخول إلى إحدى المدن، سواء كانت Valentine أو Saint Denis أو غيرها، وبدء ارتكاب الجرائم دون أي قيود، يفتح أمامك سلسلة من الأحداث التي تتحول إلى مطاردة ملحمية مع رجال القانون.
المشهد يبدأ ببساطة عندما ترتكب مخالفة صغيرة، كسرقة حصان أو التعدي على أحد الأشخاص. لكن سرعان ما يتطور الموقف، فيتجمع رجال القانون ويزداد مستوى المطاردة، وتجد نفسك في مواجهة مع قوات أكثر تجهيزًا وإصرارًا على الإمساك بك. هذه اللحظات السريعة والمكثفة تعطيك إحساسًا بالتوتر والإثارة في كل مرة، حتى لو كنت قد جربتها عشرات المرات من قبل.
الممتع في هذا النشاط أنه أشبه بلعبة صغيرة داخل اللعبة. الهروب من رجال القانون، محاولة المراوغة عبر الأزقة أو استخدام الحصان للهروب بعيدًا عبر البراري، يضع أمامك تحديات جديدة في كل مرة. أحيانًا قد تختبئ وتنجو بصعوبة، وأحيانًا أخرى قد تجد نفسك غارقًا في موجات متلاحقة من المطاردين. وحتى لو انتهى بك المطاف إلى الاستسلام أو الموت، فإن مجرد الرحلة نفسها تمثل جزءًا كبيرًا من المتعة.
الجانب الأكثر إثارة للضحك هو استخدام هذه الفوضى كوسيلة للترفيه مع الأصدقاء أو مع شخص جديد تمامًا على اللعبة. بإمكانك أن ترفع قيمة الجائزة على رأسك إلى مستويات باهظة، ثم تسلم وحدة التحكم لصديق مبتدئ وتشاهد كيف سيتعامل مع الموقف. الغالب أن التجربة ستنتهي بفوضى مطلقة وضحك متواصل، لأنها تضع اللاعب الجديد في موقف لا يمكن النجاة منه بسهولة.
بالإضافة إلى المتعة، هذا النشاط يضيف جانبًا عمليًا غير متوقع. فبعد كل هذه الجرائم، ستضطر إلى دفع المكافآت التي تراكمت عليك، ما يجعلك توازن بين الجنون في المدن والعودة إلى حياة الاستقرار لكسب المال. هذا التوازن الغريب بين الفوضى والمسؤولية يضيف بعدًا آخر للتجربة.
في النهاية، يمكن القول إن إثارة الفوضى والهروب من القانون داخل Red Dead Redemption 2 ليست مجرد وسيلة لإضاعة الوقت، بل هي تجربة قائمة بذاتها، تعكس قدرة اللعبة على تقديم أنشطة متعددة الأوجه، من الهدوء التام في الصيد والجلوس بجانب النار، إلى الفوضى المطلقة في قلب المدن. إنها لعبة داخل لعبة، ممتعة بشكل لا ينتهي.
وقف واستمتع بروعة اللحظة
حتى رعاة البقر يحتاجون إلى استراحة أيضًا.

أفضل طريقة على الإطلاق لإضاعة الوقت في Red Dead Redemption 2 هي ببساطة أن تنغمس في العالم المترامي الأطراف دون أي هدف محدد. الفكرة تقوم على التخلي عن الوجهات، وإطفاء علامات المهمات والمؤشرات، وعدم البحث عن شيء بعينه. أن تبدأ رحلتك من طرف الخريطة وتترك نفسك لتسير أو تمتطي حصانك حتى تصل إلى الطرف الآخر، دون تخطيط مسبق، وكأنك تقول للعالم نفسه: “اختر لي ماذا سأفعل اليوم”.
في هذا الأسلوب من اللعب، تكمن المتعة في التفاصيل الصغيرة التي صنعتها Rockstar بعناية مذهلة. بينما تتحرك ببطء، قد تفاجأ بحدث عشوائي لم تره من قبل: رجل يحتاج إلى المساعدة، قافلة مهاجمَة، صرخة بعيدة تناديك من الغابة، أو حتى لقاء مع شخصية غامضة تغير مجرى رحلتك لوقت قصير. هذه اللحظات لا تأتي بترتيب، بل تظهر فجأة لتمنحك إحساسًا بأنك تعيش في عالم حي ينبض بالحياة.
المسألة ليست مجرد أحداث عشوائية، بل أيضًا أسرار غامضة موزعة عبر أرجاء الخريطة. قد تجد كوخًا مهجورًا يخفي قصة مأساوية، أو بقايا حادث غامض وسط الغابة، أو حتى تكتشف مواقع أسطورية مثل دوائر السحرة أو علامات غامضة على الصخور. هذه الاكتشافات الصغيرة تضيف طبقة من السحر تجعل كل جولة استكشافية مختلفة عن الأخرى.
المناظر الطبيعية نفسها تلعب دور البطولة في هذه الرحلة. التنقل من الجبال الثلجية في الشمال إلى المستنقعات الرطبة في الجنوب، مرورًا بالسهول الواسعة والأنهار المتعرجة، يمنحك لوحة طبيعية متغيرة باستمرار. كل منطقة لها ألوانها وأصواتها وحياتها البرية الخاصة، مما يجعل مجرد السير أو الركوب تجربة فنية لا تمل منها.
الأجمل أن هذه الطريقة لا تجعلك تشعر أنك أضعت وقتك، لأنك دائمًا تجد شيئًا جديدًا يجذب انتباهك. قد تبدأ الرحلة بلا هدف، لكنك تنهيها بمخزون من الذكريات والقصص الصغيرة التي صنعتها بنفسك عبر التفاعل مع العالم. هذه القصص ليست مكتوبة في نصوص المهمات، بل هي قصصك الخاصة التي خرجت من اندماجك العفوي في تفاصيل اللعبة.
لذلك، يمكن القول إن أروع وسيلة لإضاعة الوقت في Red Dead Redemption 2 هي أن تسلّم نفسك للعالم، أن تتركه يقودك بدلاً من أن تحاول قيادته. إنها الطريقة التي تجعلك تدرك لماذا يعتبر الكثيرون هذا العالم أحد أعظم العوالم المفتوحة التي أُنشئت في تاريخ الألعاب.

