يمكن قراءة الجزء الأول من المقال هنا
Star Wars Outlaws

في وقتٍ مضى، كان إعلان أي لعبة جديدة من Star Wars كافيًا لإشعال حماس الجماهير لكن مع سجل يوبيسوفت المتذبذب والفضائح التي أحاطت بمشروعها السابق Battlefront II، استقبل اللاعبون خبر Star Wars Outlaws بكثير من التشكيك والريبة.
ومع صدور اللعبة، بدا للوهلة الأولى أن تلك الشكوك كانت في محلها، إذ جاءت اللعبة بأداء أقل من المتوقع، وعانت من ذكاء اصطناعي ضعيف، وأخطاء تقنية، وآليات تسلل متصلبة. ومع تاريخ يوبيسوفت الحديث، لم يكن هذا بالأمر المفاجئ.
لكن ما لم يُنصف اللعبة هو أن الكثيرين لم يمنحوها فرصة حقيقية فبسبب ما حدث في Battlefront II، افترض الناس مسبقًا أن Outlaws ستكون مليئة بالمعاملات المالية (Microtransactions) أو ستتبع نظام الخدمة الحية (Live Service) أو تتطلب اتصالًا دائمًا بالإنترنت، وكل ذلك غير صحيح إطلاقًا.
كما انتقدها آخرون لأنها لا تركز على الجيداي أو السيوف الضوئية، ولا تتيح اللعب بشخصيات معروفة من السلسلة، مما أوحى بأن جزءًا كبيرًا من الجمهور كان يتمنى فشلها بغض النظر عن جودتها.
ومع ذلك، جاء التحديث الأول بعد الإطلاق ليصلح الكثير من العيوب، بما في ذلك تحسين مواقع الأعداء، وزيادة مرونة التسلل، وتحسين الكاميرا، ورفع الأداء العام، وتحسين ذكاء الاصطناعي، فضلًا عن جعل أقسام القيادة بالسبيدربايك أكثر متعة صحيح أن اللعبة ما زالت تحوي بعض العيوب الصغيرة، لكنها بالتأكيد ليست الكارثة التي تم تصويرها بها.
وربما تكون Star Wars Outlaws إحدى أكثر الألعاب التي ظُلمت نقديًا هذا العام.
Astro Bot

من المفارقات أن نرى Astro Bot ضمن هذه القائمة، خصوصًا بعد فوزها بجائزة لعبة العام لعام 2024 لكن هذا الفوز بالذات هو ما أثار استياء الكثير من اللاعبين والنقاد فبالنسبة لعدد كبير منهم، رؤية لعبة منصات بسيطة تشبه ماريو تتفوق على عناوين ضخمة وغنية بالسرد لم يكن مجرد أمرٍ غير منطقي، بل إهانة لذوق الجمهور الجاد.
نعم، Astro Bot لعبة لطيفة لا تأخذ نفسها بجدية ونعم، تحمل في جيناتها لمسات Super Mario (خصوصًا Super Mario Galaxy).
ونعم، الإعلانات المضمّنة داخل اللعبة (مثل مشهد قيادة آسترو لجهاز PS5 حرفيًا) قد تكون سخيفة بعض الشيء.
لكن رغم غياب القصة العميقة أو الشخصيات المعقدة، تعوض اللعبة ذلك بأسلوب لعب ديناميكي ومُتقَن.
آليات القفز والمنصات دقيقة وسلسة، وتصميم المراحل مذهل بصريًا، وتقنية اللمس (Haptic Feedback) هي ربما الأفضل على الإطلاق على جهاز PS5 وبينما يُعتبر الاعتماد على الحنين إلى الماضي طريقة سهلة لجذب الجمهور، يصعب مقاومة الابتسامة حين تتعرف على الإشارات الذكية إلى ألعاب سوني القديمة المنتشرة في كل زاوية.
في النهاية، صحيح أن Astro Bot لا تخفي مصادر إلهامها، لكنها تظل واحدة من أجمل ألعاب المنصات المصنوعة بإتقان منذ سنوات طويلة.
Tunic

تُعد Tunic، الصادرة عن استوديو Finji، لعبة مغامرات وأكشن استلهمت أفكارها بوضوح من سلسلة The Legend of Zelda الكلاسيكية لكن رغم كونها تحية حب صادقة لتلك السلسلة، رأى بعض اللاعبين أنها مجرد نسخة مقلدة بشكل فاضح.
من الواضح أن هذا الانتقاد غير منصف فالعشرات من الألعاب المستوحاة من غيرها -مثل Crash Team Racing من Mario Kart أو Forza Horizon أو حتى أنواع Metroidvania الكثيرة- قد أثبتت أن التقليد لا يعني الرداءة.
كما أن تشبيه Tunic بـZelda سطحي تمامًا صحيح أن الأسلوب البصري مستوحى من ألعاب نينتندو، لكن أسلوب اللعب أقرب إلى ألعاب Soulslike فاللعبة لا تمسك بيدك ولا تقدم شروحات مباشرة، بل تُجبرك على اكتشاف كل شيء بنفسك، حتى الدليل الورقي الغامض يزيد الحيرة أكثر مما يساعد ومع صعوبتها العالية، تبدو Tunic وكأنها نسخة إيزومترية من لعبة Soulslike أكثر من كونها Zelda جديدة.
ورغم ذلك، لم تنجُ اللعبة من الانتقادات ففريق من اللاعبين هاجمها لأنها تشبه Zelda أكثر من اللازم، بينما اعتبرها آخرون مخيبة لأنها لا تشبهها بما فيه الكفاية.
باختصار، مهما فعلت Tunic، ستغضب أحد الطرفين لكن الحقيقة أن اللعبة تستحق الاحترام لما قدمته من رؤية فريدة ومغامرة جريئة بين الحنين والابتكار.