احمد خالدتُعرف سلسلة GTA جيدًا باحتوائها على عدد كبير من الأصوات الشهيرة، فمن أبرز نجوم السينما إلى كبار نجوم الموسيقى العالميين، شارك العديد من المشاهير البارزين في شوارع ومحطات إذاعة العوالم المفتوحة التي تقدمها Rockstar.
بدأت رحلة GTA مع النجوم الكبار في عام 1999 من خلال Grand Theft Auto 2، والتي تضمنت في بدايتها فيلمًا واقعيًا قصيرًا كمقدمة للعبة. في هذا الفيلم، ينفذ مجرم يُدعى Claude Speed مهامًا لصالح عدة عصابات إجرامية قبل أن يتم القضاء عليه. وقد أدى دور Claude في هذا الفيلم القصير الممثل الإنجليزي سكوت ماسلن، الذي كان غير معروف نسبيًا في ذلك الوقت، واشتهر لاحقًا من خلال المسلسلات البريطانية The Bill و Eastenders.
لكن من هذه البدايات البسيطة نشأت تشكيلات مليئة بالنجوم. فعندما دخلت السلسلة عصر الرسومات ثلاثية الأبعاد في عام 2001، رفعت شركة DMA Design/Rockstar Games مستوى الإنتاج وقامت باختيار أسماء بارزة لأداء أصوات شخصيات اللعبة. بدءًا من Grand Theft Auto 3، أصبحت الألعاب تضم أسماء شهيرة من هوليوود وصناعة الموسيقى.
رغم ذلك، لم تكن علاقة Rockstar بالمشاهير دائمًا سلسة؛ كما سنستعرض هنا، فإن أسلوب الاستوديو في التعامل مع المواهب المشهورة اليوم يختلف كثيرًا عمّا كان عليه في أيام جهاز PS2 التي كانت تعج بالنجوم.
قدّم الممثل الكوميدي والممثل المتخصص في أدوار الشخصيات مايكل رابابورت (من أفلام Beautiful Girls و True Romance) صوت جوي ليوني، ابن سالفاتوري الميكانيكي. لم يكن لجوي حضور كبير في اللعبة، إذ ظهر في عدد محدود من المهام المبكرة، لكن بفضل أداء رابابورت، أضفى على الشخصية لمسة قوية من نيويورك بلكنته المميزة، ما أضاف طابعًا محليًا واضحًا للعبة Liberty City.
وقد واصل رابابورت مسيرته في عالم الألعاب عندما تم اختياره لاحقًا لأداء صوت تروي برادشو في سلسلة Saints Row، المستوحاة من GTA.
انتقلت Rockstar في الجزء التالي من سلسلة GTA إلى مدينة ميامي عبر لعبة Vice City، التي استوحت قصتها من فيلم Scarface، لكن قبل أن يتوجه الاستوديو إلى فلوريدا، جلب لمسة من ميامي إلى Liberty City من خلال اختيار روبرت لوجيا للمشاركة في Grand Theft Auto 3.
لوجيا كان قد لعب دور تاجر المخدرات فرانك لوبيز في ملحمة الجريمة التي أخرجها براين دي بالما، وأدى دورًا ذا صلة غير مباشرة في GTA 3 من خلال شخصية المحقق راي ماشوفسكي. وهو شرطي فاسد يستأجر كلاود لتنفيذ عدد من الاغتيالات القاسية، قبل أن يهرب من المدينة لتفادي القبض عليه، وكانت هذه المشاركة الوحيدة للوجيا في سلسلة GTA.
يُعد كايل ماكلوكلن وجهًا مألوفًا منذ أن اشتهر من خلال مسلسل Twin Peaks للمخرج ديفيد لينش، كما ظهر في أعمال مثل Showgirls، وفي Grand Theft Auto 3، قدم ماكلوكلن صوته لشخصية دونالد لوف، قطب إعلامي يتبين لاحقًا أنه يملك ميولًا آكلة للحوم البشر. كان يشرف على مشروع بناء في منطقة Fort Staunton، ويستغل مهارات كلاود المتعددة لإشعال حرب عصابات تهدف إلى خفض أسعار العقارات.
أصبحت شخصية لوف من الشخصيات المتكررة في السلسلة، وظهرت لاحقًا في Liberty City Stories و Vice City، رغم ذلك، لم يعد ماكلوكلن لتجسيد الدور، حيث تولى الممثل ويل يانوفيتز من The Sopranos أداء صوت الشخصية في Liberty City Stories، بينما قدم الصوت في Vice City لاعب هوكي الجليد الكندي والممثل العرضي كام نيلي، الذي سبق له أداء أدوار صغيرة في Dumb and Dumber وتكملته وأعمال كوميدية أخرى.
تبدأ Grand Theft Auto 3 بمشهد سينمائي يهرب فيه كلاود من عربة نقل سجناء برفقة زميله في السجن، 8-Ball، هذا السجين الذكي هو من يرشد اللاعب إلى أول مهمة له، وكان صوته القوي من أداء Guru (اسمه الحقيقي كيث إدوارد إيلام)، مؤسس فرقة Gang Starr، ظهرت موسيقى Gang Starr لاحقًا في الموسيقى التصويرية للعبتي San Andreas و GTA 4، كما عاد Guru لتجسيد دور 8-Ball في Liberty City Stories.
ومن الظهور الصوتي الطريف، وإن لم يكن لشخصية مشهورة بالمعنى التقليدي، هناك مدير فرع Bank of Liberty في منطقة Chinatown، الذي أدى صوته دان هاوزر، نائب رئيس Rockstar السابق، وكاتب ومنتج GTA 3.
وبمشاركة ممثلين من Goodfellas و The Sopranos وغيرهما، كانت تشكيلة الممثلين في أول لعبة ثلاثية الأبعاد من Grand Theft Auto مذهلة بالفعل بالنسبة لشركتي DMA Design و Rockstar، ولكن في الجزء التالي من السلسلة، رفعت الشركة من مستوى اختيار الممثلين إلى درجة أعلى، وهو ما سنتعرف عليه في مقالنا القادم.
