بارعةعندما أطلقت Nintendo جهاز Switch في عام 2017، لم يكن لديها منافس في مجال أجهزة الألعاب المحمولة باليد، وهو قطاع أسسته مع Game Boy في عام 1989 وسيطرت عليه منذ ذلك الحين. كانت شركة Sega قد أتت وذهبت، وكانت شركة Sony قد أوشكت على الاستسلام بعد محاولتين حازمتين مع PlayStation Portable و PlayStation Vita.
مع اقتراب إطلاق Switch 2 في عام 2025، تبدو الأمور مختلفة قليلاً. لقد أيقظ النجاح الهائل لجهاز Switch العمالقة النائمين. يقال إن شركتي سوني ومايكروسوفت تقومان الآن بإعداد أجهزة PlayStation و Xbox المحمولة المخصصة. قادت شركة Valve الطريق مع Steam Deck في عام 2022، والتي سرعان ما زرعت نظامًا بيئيًا متناميًا من الأجهزة المحمولة المماثلة القائمة على الحاسب الشخصي من الشركات المصنعة مثل Lenovo و Asus. بعد عقد هادئ من الزمن، عادت الألعاب المحمولة غير التابعة لـ Nintendo إلى الظهور مرة أخرى. وهذا يعني أن جهاز Switch 2 لن يكون بلا منافس على تفوق الألعاب المحمولة باليد.
إلى حد ما، فإن نينتندو هي ضحية بعد نظرها الاستراتيجي. فمع جهاز Switch، كانت أول من اكتشف أن الفجوة الضيقة في قوة المعالجة بين الأجهزة المحمولة والمنزلية قد أتاحت توحيد تجارب الألعاب المحمولة باليد والألعاب المنزلية. وأخيرًا، أصبحت الألعاب نفسها قابلةً للتوافق في كلا السياقين. وقد أثبت سويتش هذه النقطة بوضوح، والآن الجميع يريد قطعةً منه.
ولكن مع وجود أجهزة مخصصة من سوني ومايكروسوفت لا تزال على بعد سنوات، يجب أن تأتي المنافسة في الوقت الحالي من Steam Deck والأجهزة المحمولة الأخرى. لقد رأى البعض بأن هذه الأجهزة تمثل ”أكبر تهديد لـ Nintendo في الوقت الحاضر“. فهي تتفوق على جهاز Switch من حيث المواصفات وأغلقت الفجوة مع ألعاب AAA المعاصرة في المنزل حتى أصبحت غير محسوسة تقريباً. من ناحية البرمجيات، فهي تقدم قيمة مقنعة ونطاقًا مذهلًا لكل شيء تقريبًا على Steam – والكثير من ألعاب الحاسب الشخصي التي تتجاوزها، إذا كنت مستعدًا للعب قليلاً.
صحيح أن سعر جهاز Switch 2 ومواصفاته تضعه في منافسة مباشرة مع أجهزة الكمبيوتر المحمولة الأقل تطوراً. بسعر 449 دولارًا، وهو أغلى ب 50 دولارًا من الطراز الأساسي Steam Deck. جهاز Switch 2 مماثل تقريبًا من حيث الطاقة والتخزين، ويتمتع بشاشة أفضل بكثير، ومع أيدي التحكم قابلة للفصل وقاعدة تلفزيون مضمنة في السعر، فهو أكثر مرونة في الاستخدام. كما أن الطراز الأساسي لجهاز ROG Ally المحمول من Asus (499 دولارًا أو ما يقرب من ذلك) وجهاز Lenovo Legion Go S الجديد (549 دولارًا) منافسان متقاربان جدًا من حيث المواصفات.
من حيث الأجهزة الخام، كلها أجهزة متشابهة جداً. تجدر الإشارة إلى أن وصول Switch 2 الحصري إلى تقنية ترقية DLSS الرائدة في السوق من Nvidia يجب أن يسمح له بالوصول إلى مستوى أعلى قليلاً من فئته. ولكن من الناحية الواقعية، لا يوجد الكثير بينهما.
ولكن مقارنة جهاز Switch 2 بأجهزة الكمبيوتر المحمولة عن طريق تمرير إصبعك على ورقة المواصفات، أو من خلال ملاحظة أن بإمكانهم جميعًا تشغيل Civilization 7 و Elden Ring، لا يروي القصة كاملة. تعد أجهزة الكمبيوتر المحمولة باليد أمرًا مهمًا، لكنها لا توجد في نفس عالم وحدات تحكم Nintendo. وبصراحة شديدة، لا تزال أجهزة الكمبيوتر المحمولة باليد متخصصة أكثر.
لقد حقق جهاز Steam Deck نجاحاً كبيراً لشركة Valve، ولكن دعونا نضعه في منظوره الصحيح. لم تناقش Valve أرقام المبيعات، لكن أبحاث السوق تقدر أنها باعت حوالي 4 ملايين جهاز Steam Deck. ويتفوق Steam Deck على منافسيه؛ وتشير نفس الأبحاث إلى أنه تم بيع حوالي 6 ملايين جهاز كمبيوتر محمول باليد في السنوات الثلاث منذ طرح Steam Deck في السوق. ومما يدعو للقلق أنه لا توجد حتى الآن علامات على نمو قوي في المبيعات.
قارن ذلك بـ 150 مليون وحدة تم بيعها في Switch وسيتضح الفرق الكبير في الحجم. بالطبع، هذه ليست مقارنة مباشرة. فأجهزة الكمبيوتر المحمولة باليد موجودة منذ ثلاث سنوات فقط؛ أما جهاز Switch فهو موجود منذ ثماني سنوات، وتعمل Nintendo في مجال الأجهزة المحمولة باليد منذ أكثر من 35 عاماً. وعلى الرغم من ذلك، تتوقع نينتندو أنها ستبيع 11 مليون وحدة من جهاز Switch في سنته المالية الحالية – أي أكثر من خمسة أضعاف المبيعات المتوقعة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة في ذلك الوقت. وفي الوقت نفسه، يعتقد المحللون أن جهاز Switch 2 سيتفوق بمفرده على حجم سوق أجهزة الكمبيوتر المحمولة على الفور تقريبًا، مع توفر 6 إلى 8 ملايين وحدة عند الإطلاق، وما يصل إلى 20 مليون وحدة مبيعات في عامه الأول.
Valve لاعب كبير في صناعة الألعاب، وشركة ثرية للغاية. لكنها وافد جديد على عالم بيع الإلكترونيات الاستهلاكية بالتجزئة، وأمامها الكثير من العمل لتلحق بالركب – إذا كانت مهتمة حتى بالقيام بذلك. Steam Deck غير متاح للشراء في المتاجر؛ لا يمكنك الذهاب إلى وول مارت واختيار واحد. لا تشتري Valve إعلانات لها على التلفاز أو في محطات الحافلات. شركات مثل Lenovo و Asus لديها قنوات توزيع أكثر تقليدية، لكنها شركات صغيرة جدًا مقارنةً بقوة التسويق والتجزئة والتوزيع التي تتمتع بها Nintendo.
هناك عوامل أخرى تجعل أجهزة الكمبيوتر المحمولة باليد منتجات متخصصة أكثر للعب. إن تجربة المستخدم للأجهزة المحمولة التي تعمل بنظام ويندوز مثل ROG Ally و Legion Go سيئة السمعة. يعد نظام SteamOS من Valve أفضل بكثير، لكنه لا يزال بعيدًا تمامًا عن الموثوقية والبساطة التي تقدمها Nintendo والمنصات الأخرى.
لا يمكنك فتح علبة جهاز Steam Deck جديد وتشغيله ولعب لعبة على الفور. فهو يتطلب بعض الإعدادات والضبط للحصول على أفضل النتائج. على الرغم من أن نظام Valve للتحقق من الألعاب هو دليل مفيد، إلا أنه لا يضمن لك الحصول على تجربة جيدة وقابلة للتشغيل في كل لعبة. كما أن جهاز ستيم ديك ضخم وثقيل. لن تشتري واحدًا لطفل، أو تشاركه مع العائلة، فمن الواضح أنه ليس مصممًا للمشاركة. ومن الناحية الواقعية، لا يزال من الصعب بيعها لأي شخص ليس من هواة الألعاب.
يقال إن هناك جهازاً قادماً قد يكون قادراً على تغيير هذا السرد قليلاً. يُقال إن مايكروسوفت تعمل مع شركة تصنيع أجهزة الكمبيوتر المحمولة على نظام سيحمل علامة Xbox التجارية وواجهة مستخدم تعتمد على إصدار جديد من تطبيق Xbox للكمبيوتر الشخصي. من المحتمل أن يكون هذا الجهاز أكثر سهولة في الاستخدام ويوفر وصولاً سهلاً إلى تطبيق Game Pass للكمبيوتر الشخصي أثناء التنقل، وهو ما سيكون مقنعاً للغاية. ولكن، على الرغم من أن مايكروسوفت تصنع الآن منصات Xbox منذ أكثر من 20 عامًا، إلا أنها كافحت باستمرار لاستخدام تلك التجربة لجعل ألعاب الكمبيوتر أكثر سلاسة، على الرغم من المحاولات المتكررة – ولا يبدو الجهاز أكثر من مجرد فجوة مؤقتة حتى تصبح المنصة المحمولة المخصصة من مايكروسوفت جاهزة.
لن تحظى نينتندو بمنافسة حقيقية في الأجهزة المحمولة باليد إلا من قبل سوني ومايكروسوفت. يقال إن مايكروسوفت تتطلع إلى عام 2027 لإصدار جهاز Xbox المحمول الخاص بها. ويقال أيضاً أن جهاز PS5 المحمول من سوني على بعد سنوات، هذا إذا تم إطلاقه. من المؤكد أن الأمور تزداد سخونة بالنسبة لشركة Nintendo، وبحلول نهاية (أو حتى منتصف) عمر Switch 2، من المؤكد أن سوق الألعاب المحمولة باليد سيكون أكثر ازدحامًا مما هو عليه الآن. ولكن خلال السنوات القليلة المقبلة، ستظل المنافسة على المنصات الجديدة بعيدة – في أحسن الأحوال.
احمد خالد
أيمن اليغشي
